"فايننشيال تايمز": فقدان 20 ألف وظيفة بقطاع الطاقة النظيفة بسبب سياسات ترامب
"فايننشيال تايمز": فقدان 20 ألف وظيفة بقطاع الطاقة النظيفة بسبب سياسات ترامب
أدت السياسات التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قطاع الطاقة النظيفة إلى فقدان 20 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، وفقًا لمجموعة مناصرة المناخ.
وذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز"، الأربعاء، أن الخطة ركزت بشكل خاص على تقليص القوى العاملة في مجال التكنولوجيا النظيفة، في وقت كانت فيه مؤشرات الاقتصاد الأمريكي تظهر بعض الصعوبات.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه السياسات بشكل أكبر على قطاع الطاقة المتجددة، الذي شهد في السابق نموًا ملحوظًا بفضل الاستثمارات الحكومية في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
المشاريع المهددة
حذرت منظمة "كلايمت باور" من أن ما يقرب من 100 مشروع للطاقة النظيفة قد تم إلغاؤها أو تأجيلها، وتشير البيانات إلى أن هذه المشاريع كانت ستسهم في خلق آلاف الوظائف الجديدة في قطاع التصنيع.
وتهدد التخفيضات في التمويل الفيدرالي مستقبل مشروعات قيمتها تصل إلى 70 مليار دولار، في حين يواجه نحو 40 ألف وظيفة أخرى في مجال الطاقة النظيفة خطرًا بسبب توقف مشاريع أو تقليص منح وقروض الطاقة الفيدرالية التي كانت الحكومة السابقة قد اعتمدت عليها.
وتوزعت الخسائر في الوظائف على قطاعات متنوعة، منها الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين، والمعادن الأساسية، وتصنيع البطاريات.
وقد تأثرت العديد من الولايات الأمريكية بشدة من هذه السياسات، حيث كانت ولايات مثل أريزونا ونيفادا وميشيغان وجورجيا من بين الأكثر تضررًا، وتشير التوقعات إلى أن المشاريع الملغاة أو المهددة قد تؤدي إلى فقدان استثمارات تزيد قيمتها على 71.24 مليار دولار.
مواقف متباينة
استغلّ الديمقراطيون الأرقام المتعلقة بخسائر الوظائف في مجال الطاقة النظيفة للضغط على الحكومة، حيث وصف السيناتور الديمقراطي جون أوسوف الوضع بأنه "كارثي" على نمو القطاع، وأضاف أن "نزيف" الوظائف في هذا المجال يهدد مستقبل الطاقة النظيفة في البلاد.
ومن ناحية أخرى، لم تُعلق وزارة الطاقة الأمريكية على هذه التطورات بشكل رسمي في حينها، ما أثار تساؤلات حول توجهات الحكومة تجاه دعم هذا القطاع.
وتشير الأرقام إلى انخفاض كبير في استثمار مشاريع الطاقة النظيفة في الربع الأول من عام 2025، وتراجع خلق الوظائف في هذا المجال من 406 ألف وظيفة في نهاية عام 2024 إلى 399 ألف وظيفة بحلول نهاية مارس 2025.
وانخفضت استثمارات بناء المصانع في قطاع الطاقة النظيفة من أكثر من 20 مليار دولار إلى 18 مليار دولار بين نهاية العام الماضي وفبراير من هذا العام.
سياسات إدارة ترامب
شهدت بعض المشاريع الكبرى إلغاءً أو تأجيلًا بسبب سياسات إدارة ترامب، على سبيل المثال، تخلت شركة "كور باور" عن خططها لبناء مصنع بطاريات بقيمة مليار دولار في ولاية أريزونا، ما أدى إلى خسارة القروض الفيدرالية التي كانت قد حصلت عليها.
وكانت هذه المشاريع جزءًا من خطة طموحة لتعزيز الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، ولكنها توقفت بسبب القيود التي فرضتها الحكومة السابقة.
وحتى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كانت الشركات قد بدأت بالفعل في التباطؤ في خطط استثماراتها في الطاقة النظيفة، بسبب فائض الإنتاج في الصين، وانهيار أسعار السوق، وتباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية، وكانت هذه العوامل تمثل تحديات للقطاع حتى قبل أن يزداد التأثير السلبي الناتج عن سياسات إدارة ترامب.